هرتسوغ ناقش العفو عن نتنياهو مع عائلات الأسرى: تسوية سياسية أم مناورة مشروطة؟

علمـ 24
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الرئيس يتسحاق هرتسوغ أجرى خلال الأسابيع الماضية محادثات مغلقة مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، تناولت إمكانية إصدار عفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المتهم بقضايا فساد، وذلك في إطار محاولات التوصل إلى تسوية سياسية تُفضي إلى إنهاء ملف الحرب وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وبحسب الصحيفة، تمّت هذه المحادثات قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن هرتسوغ طلب من بعض العائلات الترويج علنًا لفكرة العفو عن نتنياهو، وتعبئة الرأي العام لدعمه، معتبرًا أن ذلك قد يُساهم في تسهيل تنفيذ الصفقة.
في المقابل، أفادت الصحيفة أن بعض العائلات رفضت الاستجابة للطلب، فيما فضّلت عائلات أخرى التزام الصمت تحت وطأة الضغوط، خاصة بعد تصريح نتنياهو قبل توقيع الاتفاق الذي قال فيه أنهم على مشارف إنجاز عظيم، مُعبّرًا عن أمله بجاب البشرى لذوي المختطفين بعودة جميع المخطوفين خلال أيام.
ذلك التصريح، وفق هآرتس، أثار توقعات كبيرة لدى أهالي الأسرى، ودفعهم إلى تجنّب انتقاد أي طرح رسمي، في ظل الأمل بعودة أبنائهم.
الصحيفة لفتت أيضًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخلال خطابه في الكنيست الأسبوع الماضي، دعا صراحةً إلى العفو عن نتنياهو، في موقف بدا منسقًا مسبقًا، بحسب تقديرات العائلات. وأوضحت أن ملامح الدهشة على وجه هرتسوغ لحظة الخطاب كانت أقرب إلى التمثيل منها إلى المفاجأة الحقيقية.
وليس هذا أول تحرك من نوعه لهرتسوغ. فبحسب الصحيفة، سبق له أن مارس ضغوطًا على المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، للقبول بتسوية عن طريق التحكيم تنهي محاكمة نتنياهو، كما عقد اجتماعات مع شخصيات مقربة من نتنياهو لاستكشاف فرص التسوية أو العفو.
من جانبه، نفى ديوان الرئيس ما ورد في التقرير، مؤكدًا أن هرتسوغ لم يطلب من العائلات الترويج للعفو، ولم يبادر أو يشجع هذه الفكرة إطلاقًا. وأضاف البيان أن ما قيل هو كذب مطلق، وأنّ الرئيس يشرح صلاحياته القانونية بخصوص العفو في كل مناسبة، لكن لم تكن هناك أي محاولة منه لتسويق العفو عن نتنياهو عبر عائلات الأسرى.
ومع ذلك، لا تزال الشكوك تحوم حول دوافع هذا النقاش، في ظل تزايد الحديث في إسرائيل عن صفقة كبرى تتضمن طي صفحة ملفات نتنياهو القانونية مقابل إنهاء الحرب والإفراج عن الجنود الأسرى، وهو ما يُثير انقسامًا سياسيًا وشعبيًا واسعًا داخل إسرائيل.