جيش الاحتلال يعمل على ضم (رفح) وتحويل قطاع غزة لجيب إسرائيلي

غزة – علم24 – يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على تحويل المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا و”ممر موراج” في جنوب قطاع غزة وتشمل مدينة رفح والأحياء المحاذية لها، وتشكل خُمس مساحة القطاع، إلى “منطقة عازلة”؛ وتعتزم “إسرائيل” ضمها، بعد أن طرد السكان من هذه المنطقة الذي كان يبلغ عددهم حوالي 200 ألف قبل الحرب على غزة.
وبعد استئناف “إسرائيل” الحرب، الشهر الماضي، طالب الجيش السكان الباقين بالرحيل عن هذه المنطقة باتجاه منطقتي خانيونس والمواصي.
وامتنع جيش الاحتلال منذ بداية الحرب عن إدخال مدن بكاملها إلى “منطقة عازلة” التي كانت تشمل مناطق على طول حدود القطاع مع “إسرائيل” بينما القرار بتحويل منطقة رفح إلى “منطقة عازلة” جاء في أعقاب قرار المستوى السياسي الإسرائيلي باستئناف الحرب، في 18 آذار/مارس الماضي، وعلى خلفية تصريح رئيس الحكومة – بنيامين نتنياهو، بأن “إسرائيل” “ستأخذ مناطق كبيرة في القطاع”، حسبما نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر أمنية إسرائيلية اليوم الأربعاء.
وتبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 75 كيلومترا مربعاََ وتشكل خُمس مساحة القطاع، وعزلها سيحول القطاع إلى جيب داخل “إسرائيل” ويبعده كلياََ عن الحدود المصرية.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية: فإن هدف هذه الخطة هو ممارسة ضغط جديد على حماس، إذ يعتقد جيش الاحتلال أن قيادة حماس ربما تتواجد في منطقة رفح، وأنه تزايد الإدراك في الجيش أن “إسرائيل لن تحصل على دعم دولي ولا حتى من الولايات المتحدة” لحرب مستمرة على غزة، وأن تهديدات وزراء إسرائيليين حول منع مساعدات إنسانية عن القطاع ستترجم إلى سياسة فعلية.
ويوسع جيش الاحتلال حالياََ “محور موراج” من خلال تدمير المباني على طول هذا المحور، وسيكون عرضه مئات الأمتار وحتى أكثر من كيلومتر في مواقع معينة.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية: فإنه لم يتقرر بعد ما إذا سيتم السيطرة على هذه المنطقة كلها “كمنطقة عازلة” بحظر دخول مدنيين إليها مثلما هو الحال في مناطق عازلة أخرى في القطاع، أم سيتم تسوية جميع المباني فيها بالأرض ومحو مدينة رفح من الوجود.
وأشارت الصحيفة: إلى أن هذه الخطة ليست محصورة في منطقة رفح فقط، وأن جيش الاحتلال يستولي على مواقع في “المناطق العازلة” على طول حدود قطاع غزة مع “إسرائيل”، “كخطوة مسبقة”.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي شارك في تدمير مبان في “المنطقة العازلة” المحيطة بالقطاع وفي “محور نيتساريم”، قوله إنه “لا يوجد المزيد مما يمكن هدمه في المنطقة العازلة (المحيطة بالقطاع)، وأي مكان فيها ليس لائقا لسكن الإنسان، ولا حاجة لإدخال عدد كبير من الجنود إلى هذه الأماكن”.
وقال جندي إسرائيلي في قوات الاحتياط إن “الجيش يهدم مجددا ما تم هدمه من دون أن يعلم أحد إلى متى سيستمر هذا، وما هو هدف العملية العسكرية وأي إنجاز عملياتي مطلوب من القوات كي تستوفي المهمة”، وفقا للصحيفة.
ونقلت عن ضابط قوله إن “جميع البيوت في غزة توشك على الانهيار. وقد فقدنا جنودا كثيرين بانهيار مبان، وتعين علينا طوال ساعات أن ننقذهم من تحت أنقاد ما كان مرة مبنى. وإذا كان قادة الجيش الإسرائيلي لا يدركون أن الجنود مستعدون للقتال، ولكن ليس للموت في حوادث عملياتية بدون ضرورة، فإنه يتوقع أن يُفاجأوا”.
وبحسب إفادات جنود الاحتلال: فإن فرقة غزة العسكرية رسمت خريطة لأماكن في “المنطقة العازلة” المحيطة بالقطاع بموجب ألوان أحمر وأصفر وأخضر، وتدل على أن أكثر من 80% من المباني في هذه المنطقة قد دُمرت بالكامل. وتُعدل هذه الخريطة بين حين وآخر؛ وتشمل هذه الألوان مبان سكنية ودفيئات وحظائر ومصانع. وقال أحد الجنود إن هذه الخريطة حولت عمليات هدم المباني إلى منافسة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وأشار ضابط في الاحتياط في لواء المدرعات إلى أنه “لا يوجد نظام واضح لتعليمات إطلاق النار في أي مرحلة. وقررنا أن أي حركة لأشخاص هي حركة مشبوهة. جد شخصا يتحرك وأطلق عليه النار بلا تمييز (بين مدني ومقاتل) ولم يكترث أحد في الجيش بهذا الأمر. وقررنا أن الجميع مشتبهين ولا توجد علامات في المنطقة للتمييز بين الفلسطينيين” إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين.