ابتزاز وسيطرة على المساعدات: الآلية الأمريكية-الإسرائيلية الجديدة لإستئناف توزيع المساعدات بغزة

غزة – علم24 – نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، اليوم السبت، عن مصادر مطّلعة، قولها إن الولايات المتحدة، و”إسرائيل” وممثلين عن مؤسسة دولية جديدة على وشك التوصل إلى إتفاق بشأن كيفية استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة “دون سيطرة حركة حماس عليها”، وذلك في خطوة أخرى ضمن مساعي الاحتلال لابتزاز الغزيين في الطعام، والماء والأدوية.
وقطع الاحتلال الإسرائيلي جميع إمدادات الغذاء، والماء، والأدوية عن قطاع غزة، قبل شهرين، عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ما تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية، وتدهور الأوضاع في القطاع المُحاصر؛ وتوقعت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة وجهات فلسطينية رسمية، نفاد الغذاء خلال أيام، بينما قدّرت مصادر إسرائيلية أن المخزون سينفد خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع، بحسب زعمهم.
وكان الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب قد قال، يوم الأحد، إنه ضغط على رئيس حكومة الاحتلال – بنيامين نتنياهو، للسماح بإدخال الغذاء والأدوية إلى القطاع.
وأفاد الموقع نقلاََ عن المصادر: بأن الاتفاقية التي ما زالت قيد المناقشة، ستكون خاضعة لإدارة دولية مدعومة من الدول والهيئات الخيرية، التي ستتولى توجيه عمليات الإغاثة في القطاع، حيث سيقود المؤسسة عاملون في المجال الإنساني، مع مجلس استشاري من شخصيات دولية بارزة.
وبحسب الخطة: ستُبنى عدة “مجمعات إنسانية” في غزة، يتمكن المدنيون من الذهاب إليها مرة واحدة أسبوعياََ لتلقي حزمة مساعدات واحدة لكل أسرة، تكفي لسبعة أيام، وفقا لمسؤولين إسرائيليين. فيما قال مصدر مطّلع على الخطة لـ”أكسيوس”، إن إسرائيل التزمت بتمويل وتنفيذ الأعمال الهندسية الضخمة اللازمة لبناء البنية التحتية لمواقع توزيع المساعدات.
وأكد المصدر ذاته: أن “إسرائيل” والولايات المتحدة في مناقشات متقدمة مع الدول المانحة، التي ستموّل عمليات المؤسسة، بما في ذلك شراء المساعدات الإنسانية. مشيراً: إلى أن شركة أميركية خاصة، ستتولى مسؤولية التسليم اللوجستي، وتوفير الأمن داخل المجمعات وحولها، في حين سيكون دور جيش الاحتلال الإسرائيلي بتأمين محيطها الخارجي.
ويرغب المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون، في أن تكون الآلية الجديدة جاهزة وفعّالة عند زيارة ترامب للمنطقة بعد نحو أسبوعين، حيث من المقرّر أن يبدأ جولة في 12 أيار/مايو، على السعودية، ثم قطر، والإمارات، و”إسرائيل”.
ويزعم مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات لـ”أكسيوس”، أن حماس “استولت” على معظم المساعدات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار، وزعموا أن “حماس” اعتمدت على جزء من العائدات لدفع رواتب عناصر الجناح العسكري، بينما وزعت جزءاً آخر لتعزيز سلطتها بين السكان، على حد زعمهم. وأكد هؤلاء أن “الآلية الجديدة تهدف لتقليل اعتماد السكان على حماس، ومنعها من الاستفادة المالية”.
وناقش مسؤولون من الولايات المتحدة، و “إسرائيل” والصندوق الدولي الجديد، وشركات خاصة، خلال الأسابيع الأخيرة، تفاصيل آلية جديدة لتوزيع المساعدات. وقاد الخطوة من الجانب الإسرائيلي، وزير الشؤون الإستراتيجية – رون ديرمر، وأطلع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على تفاصيلها في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، حسب المصادر.
وتأتي هذه الأنباء في وقت تقول فيه وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، إن إمدادات الغذاء في غزة ستنفد خلال أيام، فيما نقل “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين، أنها ستنفد تماماً في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع، حسب زعمهم.
وفيما كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد قال في 25 نيسان/إبريل الماضي، إنه ضغط على نتنياهو لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن نتنياهو أطلع ترامب على المناقشات بشأن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، خلال مكالمتهما الهاتفية الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ”أكسيوس”، إن الآلية الجديدة “أمرٌ يستحق الاحتفاء”، ونتجت من مناقشات بين إسرائيل والمؤسسة، بدعم وتأييد من إدارة ترامب. وأضاف: “ندرك أن الآلية ستوصل المساعدات إلى مستحقيها، بما يتماشى مع مبادئنا (…) نحن ندعم تدفق المساعدات الإنسانية، مع ضمان عدم تحويلها، أو نهبها، أو إساءة استخدامها من قبل حماس، والجهاد الإسلامي”، على حد زعمه.