عربي ودولي

قوات الأمن السورية تستعد لإعادة الانتشار في السويداء مع استمرار الاشتباكات

علم 24 : تستعد قوات الأمن الداخلي السورية لإعادة الانتشار في مدينة السويداء، بهدف فض الاشتباكات المتواصلة بين قوات العشائر والفصائل المحلية، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، اليوم الجمعة، وسط تقارير عن تصاعد المواجهات في المنطقة رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه مؤخرا.

وخلافا للتصريحات التي صدرت عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال مسؤول سياسي إسرائيلي، في إحاطة صحافية، إن إسرائيل وافقت على دخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء لمدة 48 ساعة، وذلك “في ظل حالة عدم الاستقرار المتواصلة في جنوب غرب سورية”.

وتنتشر أرتال من القوات الأمنية السورية حاليًا على أطراف المدينة، وتستعد للدخول بهدف التهدئة، بحسب تلفزيون “سوريا”، مشيرًا إلى أن قوى الأمن لم تدخل بعد إلى نقاط التماس، في ظل استمرار الاشتباكات على تخوم المدينة.

وذكر المصدر أن قوات العشائر تعزز وجودها في قرية المزرعة بريف السويداء، وتتمركز على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز المدينة. وأفادت تقارير بأن مقاتلي العشائر سيطروا على بلدة الصورة الكبرى وبلدة الثعلة ومطارها العسكري في ريف السويداء، بعد اشتباكات عنيفة.

وأظهرت مقاطع متداولة وصول أرتال من الأمن الداخلي السوري إلى ريف درعا جنوبي سورية، بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية عن الاستعداد لإعادة الانتشار الأمني في السويداء لفض الاشتباك بين العشائر وفصائل درزية مسلحة.

وشنّ مقاتلو العشائر هجومًا واسعًا، ليل الخميس الجمعة، “لنجدة أبناء البدو بعد تعرضهم لمجازر على يد مسلحين من الطائفة الدرزية” غداة انسحاب قوات الحكومة من المدينة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع مشايخ الطائفة.

وشنّت طائرات مسيرة إسرائيلية، فجر الجمعة، غارات استهدفت مواقع داخل محافظة السويداء جنوبي سورية، بالتزامن مع تقارير عن توغل مقاتلي العشائر في قرى غرب المحافظة. وتأتي هذه الغارات في سياق ما وصفته إسرائيل برفضها انتشار قوات الأمن السورية جنوب دمشق، وفق تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت سابقًا التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الفصائل المحلية، لوقف إطلاق النار في السويداء بعد أيام من القتال العنيف الذي اندلع الأحد الماضي. وقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد القتلى بأكثر من 500 منذ اندلاع المواجهات بين البدو والدروز.

وحمّلت الرئاسة السورية “القوات الخارجة عن القانون”، وهو التعبير الذي تستخدمه للإشارة إلى بعض الفصائل الدرزية المسلحة، مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى ارتكاب “جرائم مروّعة موثقة” تهدد السلم الأهلي وتدفع نحو الانهيار الأمني، على حدّ تعبير البيان.

وأكدت الرئاسة أن الانسحاب العسكري من المحافظة جاء استجابة لمساعٍ أميركية–عربية للتهدئة، وبناء على تفاهم يضمن عدم المساس بالمدنيين، ودعت “جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس”، وأكّدت “الالتزام الكامل بمحاسبة كل من تورّط في ارتكاب الجرائم وتجاوز القانون، أيًّا كانت الجهة التي ينتمي إليها”.

وأعلنت العشائر في سورية، مساء أمس الخميس، النفير العام وبدأت إرسال أرتال من مقاتليها نحو محافظة السويداء، جنوبي البلاد، في تصعيد ميداني غير مسبوق قالت إنه يأتي ردًا على “المجازر والتهجير الذي طاول عشائر البدو صباح الخميس”، على يد فصائل مسلحة تابعة للشيخ حكمت الهجري. وقالت مصادر محلية إن الآلاف من مقاتلي العشائر انطلقوا على شكل أرتال من مناطق متفرقة في سورية، ووصل قسم كبير منهم إلى الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها بصدد إرسال “مساعدات إنسانية” إلى مدينة السويداء، بقيمة مليوني شيكل، تشمل مواد غذائية وطبية. وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت على خلفية ما وصفته بـ”الهجمات على السكان الدروز” في السويداء، مشيرة إلى أن المساعدات ستُوجّه “بشكل مركّز إلى المناطق المتضررة”.

الرئاسة السورية حذّرت في المقابل من “استمرار التدخلات الإسرائيلية السافرة”، معتبرة أنها “لا تؤدي سوى إلى مزيد من الفوضى والدمار”، وتزيد تعقيد المشهد الإقليمي، دون أن يسمي الغارات الأخيرة صراحة. وشدّد على التزام الدولة بحماية المدنيين وفرض القانون، دون تهاون مع أي تهديد للسلم الأهلي.

إقليميًا، أصدرت 13 دولة عربية وتركيا بيانًا مشتركًا دانت فيه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ووصفتها بأنها “خرق فاضح للقانون الدولي، واعتداء على سيادة سورية ووحدة أراضيها”، وطالبت بوقف فوري لهذه الانتهاكات، لما تمثله من تهديد لأمن واستقرار المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى