اختبار جديد يعتمد على اللعاب يكشف مؤشرات السكري دون الحاجة للدم

توصل باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا إلى طريقة مبتكرة لرصد العلامات المبكرة للأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وذلك من خلال فحص مستويات الإنسولين في اللعاب بدلاً من الاعتماد على اختبارات الدم التقليدية.
ويعد هذا النهج تطورًا واعدًا نحو تقنيات تشخيص أقل تدخلاً وأسهل تطبيقًا، مما قد يسهم في تسهيل الكشف المبكر عن الاضطرابات الأيضية لدى شرائح واسعة من الناس.
تعتمد الطريقة الجديدة على قياس تركيز هرمون الإنسولين في عينات اللعاب، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم عملية استخدام الجسم لسكر الغلوكوز في الدم وتحويله إلى طاقة. وتاريخيًا، كانت فحوصات الدم ضرورية لمراقبة مستويات الإنسولين والتنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب، نظرًا لدقتها العالية في رصد التغيرات الفسيولوجية التي تسبق تطور هذه الحالات.
الدراسة التي نشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي والتغذية والأيض، تابعت 94 متطوعًا من مختلف الأعمار وأوزان الجسم.
خضع المشاركون لاختبار يستند إلى تناول مشروب مخصص غني بالسعرات والمغذيات بعد فترة صيام، ثم جُمعت عينات من اللعاب وفُحصت مستويات الإنسولين قبل تناول المشروب وبعده بساعة وبتسعين دقيقة. كما أجري لكل مشارك اختبار دم سريع لقياس سكر الدم، ما أتاح مقارنة دقيقة بين نتائج اللعاب والدم.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يعانون من السمنة كانوا يمتلكون مستويات أعلى بكثير من الإنسولين في لعابهم مقارنة بمن لديهم أوزان أقل، حتى وإن كانت مستويات السكر في الدم متماثلة بين المجموعتين.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام إمكانية تطوير اختبارات لعابية غير جراحية لرصد الاختلالات الأيضية منذ مراحلها الأولى، خاصة لدى من يصعب عليهم إجراء اختبارات الدم بشكل متكرر أو يفضلون الحلول السريعة والبسيطة.
يشير القائمون على الدراسة إلى أن متابعة تغيرات الإنسولين في اللعاب على مدار اليوم يمكن أن تعكس بدقة ديناميكية الهرمون في الجسم بعد تناول وجبات مختلفة، بغض النظر عن محتواها من الكربوهيدرات.
ويؤكد الباحثون أن التوسع في تطبيق هذه التقنية قد يؤدي مستقبلاً إلى تعزيز قدرة الأطباء على الكشف المبكر عن داء السكري من النوع الثاني، واتخاذ التدخلات الوقائية في الوقت المناسب دون اللجوء إلى الإجراءات التقليدية المزعجة.