الكابينيت يتجاهل غزة والأسرى والوزراء يحتفلون بشرعنة بؤر استيطانية

علم 24 – اختتمت، مساء الثلاثاء، جلسة الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي التي استمرت أقل من ثلاث ساعات، واقتصرت على ما وُصف بـ”استعراض إقليمي”، من دون أن تتطرق المداولات بشكل مباشر إلى الوضع في قطاع غزة، بحسب ما أوردت التقارير الإسرائيلية.
وأُبقيت الجلسة قصيرة بإيعاز من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ليتسنى للوزراء المشاركة في حفل أقامه قادة المستوطنين في بالضفة الغربية احتفاءً بمصادقة الحكومة على شرعنة 17 بؤرة استيطانية غير قانونية، بمشاركة عدد كبير من الوزراء ونتنياهو نفسه.
وتزامن ذلك مع احتجاجات واسعة في إسرائيل انطلقت صباح الثلاثاء في مناطق متفرقة لمطالبة الحكومة بإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب، وامتدت الاحتجاجات ليتظاهر العشرات قرب المطعم الذي نظم فيه “المجلس الاستيطاني بنيامين” الاحتفال بالبؤر الاستيطانية. وردد المتظاهرون خلال احتجاجهم بعد وصول نتنياهو: “هم يتضورون جوعًا وأنتم تحتفلون”.
ووفق “واينت”، فقد تقرر عقد جلسة إضافية للكابينيت يوم الأحد المقبل، لمناقشة الخطط العسكرية المتعلقة بقطاع غزة، في إطار مصادقة الكابينيت مؤخرا على عملية “عربات جدعون 2” التي يعتزم الاحتلال شنها قريبا على شمالي القطاع بهدف احتلال والسيطرة على مدينة غزة.
وبحسب ما نقلته “كان 11″، فإن الاجتماع لم يتطرق كذلك إلى مسار المفاوضات حول الأسرى، رغم التحديث الذي تلقته عائلاتهم الليلة الماضية، حول زيارة وفد مصري إلى تل أبيب وعقده محادثات مع مسؤولين إسرائيليين.
وشدد مسؤول إسرائيلي مطلع على الملف على أنه “لا توجد مفاوضات فعلية ولا أي تقدم”، مشيرًا إلى أن ما يجري يقتصر على “محاولات تنسيق لبدء المحادثات بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب”.
وأفادت القناة أن الوزراء بدوا غير مكترثين بمجرى الاجتماع الذي عقد بمقر الحكومة في القدس، إذ وصف أحدهم الجلسة بأنها “زائدة عن الحاجة”، فيما شوهد آخرون يغادرون القاعة أكثر من مرة للتناول من المأكولات التي وُضعت خارجها.
ولم يشارك عدد من الوزراء البارزين في الاجتماع، في مقدمتهم وزير الشؤون الإستراتيجية ومسؤول ملف المفاوضات، رون ديرمر، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير الخارجية، غدعون ساعر، ووزيرة المواصلات، ميري ريغيف.
واستمر الاجتماع بين ساعتين وساعتين ونصف، وانتهى من دون بيان رسمي يوضح تفاصيل النقاشات، باستثناء التسريبات عن غياب أي تداول جدي في الاقتراح الذي وافقت عليه حركة حماس بخصوص صفقة تبادل.
وشنّ رئيس المعارضة، يائير لبيد، هجومًا حادًا على الحكومة في أعقاب الجلسة، قائلاً: “هذا أن الكابينيت اجتمع اليوم ولم يناقش الوزراء حتى صفقة الأسرى هو لطخة عار أخلاقية إضافية على حكومة السابع من أكتوبر. أقول بشكل قاطع للجمهور الإسرائيلي – هناك صفقة مطروحة على الطاولة، يمكن أن تعيد الأسرى إلى بيوتهم وتنهي الحرب”.
وجاءت هذه التطورات بعد أن تلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين رسالة جماعية مساء الإثنين، جاء فيها أن وفدًا مصريًا بمستوى مهني متدنٍ وصل إلى إسرائيل وأجرى محادثات مع مسؤولين إسرائيليين.
في موازاة ذلك، هاجم مسؤول إسرائيلي، بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن عدد الأسرى الأحياء، واعتبرها “تعليمات خطيرة بإراقة الدماء”.
وبحسب القناة، فإن نتنياهو وجه “انتقادات مرمزة” لترامب خلال الاجتماع على خلفية تكرار الأخير في تصريحات صدرت عنه أمس أن هناك أقل من 20 أسيرا إسرائيليا على قيد الحياة في قطاع غزة، وقال نتنياهو “هذا ليس ما نعرفه نحن؛ لا أعرف لماذا يقول ترامب ذلك”.
ومساء الثلاثاء، شارك عشرات الآلاف في تظاهرة مركزية بـ”ساحة الرهائن” في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل تفضي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب المتواصلة على القطاع.
وقبيل بدء المظاهرة، سار آلاف المشاركين في مسيرة انطلقت من محطة قطار “سافيدور – مركز” وصولًا إلى الساحة، حيث أقيمت الفعالية عقب اجتماع الكابينيت الذي لم يتطرق، إلى المقترح المطروح للصفقة.
ومع ختام التظاهرة، خرج جزء من المشاركين في مسيرات فرعية، حاول بعضهم النزول إلى شارع “أيلون” السريع قرب مفرق “هشالوم” في محاولة لإغلاقه وتعطيل حركة السير احتجاجا على سياسات الحكومة، غير أن قوات الشرطة حالت دون ذلك.
ومنذ صباح الثلاثاء، أغلق متظاهرون شوارع رئيسية في الشمال والوسط والجنوب بما في ذلك الطرق السريعة 6 و2 و1، وتظاهر آخرون أمام منازل وزراء وأعضاء كنيست، لمطابتهم بالموافقة على مقترح الوسطاء لتبادل الأسرى