الولايات المتحدة تعلّق ترخيص لقاح شركة “فالنيفا”

علّقت السلطات الصحية الأميركية الترخيص الممنوح للقاح “شيكونغونيا” من إنتاج شركة “فالنيفا” الفرنسية-النمساوية، استنادًا إلى تقارير جديدة عن آثار جانبية خطرة، بحسب ما أعلنت الشركة يوم الاثنين.
وقالت “فالنيفا” في بيان إنّ “هذا التعليق يُطبّق فورًا، ويشمل وقف شحن وبيع لقاح (إكشيك)”، وهو الاسم التجاري للقاح في السوق الأميركية.
ويُعدّ “إكشيك” من أولى اللقاحات المطوّرة ضد مرض شيكونغونيا، وهو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات البعوض. إلا أنّ توزيعه تعرّض لانتكاسة بسبب تقارير عن آثار جانبية خطرة.
وكانت السلطات الصحية الفرنسية قد اعتمدت اللقاح كوسيلة رئيسية في مكافحة المرض، لكن تقارير لاحقة سجّلت نحو عشرين عرضًا جانبيًا خطيرًا، جميعها لدى أشخاص مسنّين. وتشير أحدث البيانات إلى أن حالة وفاة واحدة على الأقل يُرجّح ارتباطها باللقاح.
في أعقاب ذلك، أوقفت فرنسا ثم الاتحاد الأوروبي استخدام اللقاح لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. ومع ذلك، أعاد الاتحاد الأوروبي ترخيص اللقاح في تموز/يوليو الماضي، معتبرًا أن فوائده تفوق مخاطره، خاصة في ظل الخطر الكبير الذي يشكّله المرض على كبار السن.
أما في الولايات المتحدة، فقد قرّرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) تعليق استخدام اللقاح بشكل شامل، مبرّرة قرارها بظهور تقارير جديدة عن آثار جانبية خطرة ظهرت لدى متلقين للقاح في الولايات المتحدة.
وذكرت الإدارة على موقعها الإلكتروني أنّ القرار “يستند إلى مخاوف جدّية تتعلق بسلامة اللقاح، إذ يبدو أنه يتسبّب بأعراض تشبه حمى شيكونغونيا نفسها”، مشيرة إلى أن “فوائد اللقاح لا تتفوق على مخاطره، وفقًا لأكثر السيناريوهات ترجيحًا”.
ويأتي هذا القرار في وقت يُبدي فيه بعض الباحثين مخاوف من أن تتخذ السياسة الصحية الأميركية منحًى أكثر تشكّكًا تجاه اللقاحات، في ظلّ تعيين روبرت كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المتحفظة على اللقاحات، وزيرًا للصحة والخدمات الإنسانية في إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفيما لم توجّه شركة “فالنيفا” انتقادًا مباشرًا لقرار إدارة الغذاء والدواء، وصفت في بيانها تعليق الترخيص بأنه “مفاجئ”، مؤكدة أن الآثار الجانبية التي سُجّلت حديثًا – والتي طالت أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 55 و82 عامًا – “مشابهة لتلك المعروفة سابقًا”.
وأوضحت الشركة أنها لم تعدّل بعد توقعاتها المالية، لكنها تعمل على تقييم التأثير المالي المحتمل في حال سُحب اللقاح نهائيًا من السوق الأميركية.