مصادر أمنية تنفي رواية نتنياهو: التخطيط لاستهداف قادة حماس بدأ منذ أسابيع

علم 24 – نفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يكون استهداف قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، قد جرى كرد مباشر على عملية إطلاق النار في القدس المحتلة التي أسفرت، أمس، الإثنين، عن مقتل ستة إسرائيليين، أو لعملية المقاومة شمالي قطاع غزة التي أوقعت أربعة قتلى في صفوف جيش الاحتلال.
جاء ذلك خِلافًا لمزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، التي جاءت في بيان مشترك؛ ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن ثلاثة مصادر في الأجهزة الأمنية قولها إن التحضيرات للعملية تسارعت على مدى الأسابيع الأخيرة، وأن اختيار التوقيت ارتبط بـ”فرصة استخبارية” تمثلت في اجتماع قادة الحركة.
وجاء في التقرير أن “الفرصة الاستخبارية تمثلت في اجتماع قادة حماس، ففي وقت وقوع العملية أمس في القدس كانت خطة تنفيذ الاستهداف قد بلغت مراحل متقدمة جدًا، وعند إعلان حماس مسؤوليتها عن العملية، كانت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي بالفعل في الأجواء، على بُعد دقائق من الضربة في الدوحة”.
ووفق المصادر الأمنية، فإن هذا اللقاء الذي جمع فريق التفاوض الأساسي في الحركة لم يكن حدثًا متكررًا، بل استثنائيًا بتركيبته القيادية العليا، وجاء على خلفية المقترح الأميركي المطروح على طاولة المفاوضات. وطرحت تساؤلات حول ما إذا كان الهدف من المبادرة الأميركية دفع قيادة حماس إلى الاجتماع تمهيدًا لاستهدافها.
وأضافت المصادر أن قيادة حماس في الخارج لا تتحرك بحرية حتى في قطر، وأنها تدير تحركاتها بسرية تامة باعتبارها أهدافًا مطلوبة لدى إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن حذر القيادات ازداد منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على إيران، ما دفعهم إلى “رفع مستوى التحصين” واعتماد إجراءات مشددة لحماية تحركاتهم.
وفي المقابل، جاء في بيان مشترك لنتنياهو وكاتس أن القرار باستهداف قادة حماس اتُخذ “بعد الهجمات الدامية في القدس وغزة”، حيث أوعز نتنياهو إلى أجهزة الأمن بالاستعداد لإمكانية إحباط قيادة الحركة، بدعم كامل من كاتس.
وشدد البيان على أنه “على ضوء فرصة عملياتية وبالتشاور مع قادة المنظومة الأمنية وبدعمها الكامل، قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن تنفيذ العملية”، مشددًا على أن “العملية مبررة تمامًا لأن قيادة حماس هي من بادرت ونظّمت هجوم السابع من أكتوبر، وما زالت مستمرة في شن هجمات دامية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك تبني المسؤولية عن عملية القدس”.
قال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، في إحاطة صحافية، إن عملية “قمة النار” التي استهدفت قيادة حماس في الدوحة تمثل “خطوة مهمة نحو الانتصار على الحركة، وإنزال العقاب بالمسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر، وتعزيز قوة الردع الإسرائيلي”.
وأضاف أن العملية قد تُحدث “تغييرًا في مسار الأحداث بما قد يفضي إلى إنهاء الحرب في غزة وفق الشروط التي وضعتها إسرائيل، وعلى رأسها الإفراج عن جميع الأسرى وتجريد حماس من سلاحها”. وشدد على أن العملية تحمل أيضًا “رسالة لسكان غزة بأن الوقت قد حان للتمرّد على حماس التي أُضعفت، والعمل من أجل إنهاء الحرب”.
جهات في فريق التفاوض الإسرائيلي عارضت الهجوم
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) بأن أطرافًا في طاقم التفاوض عارضت تنفيذ الهجوم على قيادة حماس في الدوحة بالتوقيت الحالي، في ظل تجدد المحادثات وطرح مقترح أميركي جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت القناة أنه قبيل العملية جرت مشاورات مع “مديرية شؤون الرهائن” برئاسة اللواء في الاحتياط نيتسان ألون، ومع رئيس الأركان إيال زامير، حيث كان الموقف الذي عُرض آنذاك يؤكد أن “لا يزال هناك ما يمكن استثماره في المفاوضات”.
وبحسب التقرير، تضمنت جولات التفاوض الأخيرة بحث مبادئ تتعلق بإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل أقدمت خلال أقل من عام على اغتيال المسؤول عن ملف التفاوض في حركة حماس مرتين، لافتة إلى أن العملية الأخيرة ستفضي إلى وقف المحادثات، وسط غموض بشأن مستقبلها.
هذا ونقل المراسل السياسي للقناة 12 الإسرائيلية وموقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تلقت إخطارًا إسرائيليًا بالهجوم على قيادات حماس في قطر “بعد إطلاق الصواريخ بالفعل”، موضحًا أن واشنطن لم يكن أمامها أي فرصة للتدخل أو إبداء موقف.
بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إن “قرار رئيس الحكومة ووزير الأمن، بالتعاون مع قيادة الجيش والشاباك، استهداف قيادة الإرهاب التابعة لحماس هو قرار مهم وصحيح”. وأضاف أن خليل الحية “إرهابي وأحد مهندسي هجوم السابع من أكتوبر، شأنه شأن كثير من زملائه”، على حد تعبيره.
وزعم هرتسوغ أن “قيادة الإرهاب في حماس تعرقل المرة تلو الأخرى مقترحات التسوية المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن”، وتابع أنه “أمام الإرهاب والشر المطلق يجب القتال بحزم وجرأة من أجل تحرير الرهائن بالدرجة الأولى وخلق مستقبل أفضل لنا ولجيراننا”.
وتابع الرئيس الإسرائيلي أن “لدولة إسرائيل التزامًا مطلقًا بتحرير الرهائن، وفي هذه الساعة من المهم بشكل خاص احتضان عائلاتهم وتعزيز صمودهم، والاستمرار في العمل بكل السبل لإعادتهم من جحيم القتلة في غزة”.