خلف الشاشات.. كيف غيّرت وسائل التواصل نظرتنا إلى الواقع؟

علم 24 –
لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرّد أدوات لنشر الصور أو الأخبار، بل أصبحت فضاءات يعيش فيها الإنسان مع ذاته وصورته الافتراضية.
خلف كل منشور أو “ستوري”، هناك عملية معقّدة من صناعة الذات — حيث يُعيد المستخدم بناء شخصيته وفق ما يريد الآخرين أن يروه، لا ما هو عليه فعلًا.
هذا التحوّل جعل الحدود بين الواقع والافتراض تتلاشى تدريجيًا، وأصبح “التفاعل الرقمي” يُقاس بمقاييس لا تقل أهمية عن العلاقات الواقعية.
تظهر الدراسات أن الاستخدام المكثّف لوسائل التواصل يخلق لدى البعض ما يُعرف بـ”إجهاد المقارنة الاجتماعية”، إذ يقارن الفرد حياته اليومية بما يراه من نجاحات الآخرين على الشاشات، ما يؤدي إلى تراجع الرضا عن الذات.
وفي المقابل، وفّرت هذه الوسائل فرصًا غير مسبوقة للتعبير عن الرأي، وتشكيل حركات اجتماعية مؤثرة، مثلما حدث في حملات التضامن الدولية مع فلسطين، حيث لعبت المنصات دورًا إعلاميًا بديلاً عن المؤسسات التقليدية.
في النهاية، السوشال ميديا ليست خيرًا مطلقًا ولا شرًا مطلقًا، بل مرآة ضخمة تعكس طبيعتنا البشرية. السؤال الحقيقي ليس: “ماذا تفعل لنا؟” بل “ماذا نفعل نحن بها؟”.