خوارزميات تتحكم بالعقول.. من يقرر ما نراه على الشاشات؟

علم 24 –
لم يعد تصفح وسائل التواصل تجربة عشوائية. اليوم، كل ما نراه مُخطط له بدقة بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تراقب سلوكنا، تفضيلاتنا، وحتى مدة توقفنا عند كل منشور.
هذه الخوارزميات تعمل وفق منطق بسيط: كل ثانية إضافية تقضيها أمام الشاشة تعني أرباحًا أكبر للمنصة.
ورغم أن هذا النظام يبدو ذكيًا، إلا أنه يحمل جانبًا مظلمًا؛ فهو يعزل المستخدم في “فقاعة معلوماتية”، لا يرى فيها إلا ما يتفق مع آرائه أو رغباته.
وهذا ما يُعرف بظاهرة “Echo Chamber” التي تُغذي التطرف والانغلاق، وتضعف التنوع الفكري.
من الناحية النفسية، تخلق الخوارزميات حالة من “الإدمان السلوكي”، حيث يفرز الدماغ مادة الدوبامين عند كل إعجاب أو إشعار، تمامًا كما يحدث في حالات الإدمان التقليدي.
تُظهر بيانات حديثة أن مستخدمي “تيك توك” يقضون في المتوسط أكثر من 90 دقيقة يوميًا على التطبيق، معظمها دون وعي فعلي بما يشاهدونه.
الخلاصة أن ما نعتقد أنه “اختيار حر” على السوشال ميديا، هو في الحقيقة اختيار مُوجّه. نحن لا نتحكم بما نراه، بل الخوارزميات هي التي تختار ما يُغذي فضولنا ويبقينا أسرى الشاشة.