الحوثيون يقتحمون مقراً أممياً في صنعاء وسط تصاعد التوتر مع المنظمات الدولية

علمـ 24
اقتحمت قوات أمن تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، السبت، مبنى تابعاً للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، وفق ما أكده مسؤول أممي، مشيراً إلى أن جميع الموظفين الموجودين في الموقع بخير.
وأوضح المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة جان علم، والذي يقيم في اليمن، أن العناصر الحوثية دخلت المجمع دون إذن مسبق، وكان بداخله نحو 15 موظفاً دولياً تمكنوا لاحقاً من التواصل مع عائلاتهم، مؤكداً أن الحادث يأتي في سياق تصعيد متواصل ضد المنظمات الدولية.
ويأتي هذا الاقتحام بعد أسابيع من احتجاز الحوثيين أكثر من 50 موظفاً أممياً، لا يزال بعضهم مفقودين حتى اليوم، بحسب تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي وصف الاتهامات الحوثية للأمم المتحدة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها “خطيرة وغير مقبولة”.
وفي الأشهر الأخيرة، صعّد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي لهجته تجاه وكالات الأمم المتحدة، متهماً إياها بالضلوع في أنشطة “تجسسية وعدوانية”، ومشيراً إلى أن بعض موظفيها لعبوا دوراً في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع حكومة الحوثيين في آب/أغسطس الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس الحكومة أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء.
ويرى مراقبون يمنيون أن هذا التصعيد يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة في البلاد، إذ تعتمد ملايين الأسر على المساعدات الأممية لتلبية احتياجاتها الأساسية وسط تفاقم الجوع والتضخم الحاد بعد أكثر من عقد من الحرب.
وقال مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة مأرب، صالح السقاف، إن “اتهامات الحوثيين تمثل محاولة لعزل اليمن عن المجتمع الدولي”، مؤكداً أن تاريخ الجماعة حافل بالانتهاكات ضد المنظمات الإنسانية، بما في ذلك اقتحام مقارها واحتجاز موظفيها وفرض قيود على تحركاتهم.
وحذرت منظمات إغاثة دولية ومحلية من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى توقف المزيد من المشاريع الإنسانية والتنموية، بعدما جُمّد عدد كبير منها منذ مطلع العام بسبب نقص التمويل وتراجع الدعم الدولي، محذرين من أن البلاد قد تواجه مجاعة واسعة خلال عام 2026 إذا استمر تدهور الوضع الإنساني بهذا الشكل.