من الفصول الدراسية إلى منصة التتويج.. محمد وهبي يقود شباب المغرب للمجد العالمي

علمـ 24
لم يكن لمحمد وهبي مسيرة لامعة في الملاعب، ولم يسبق له رفع كأس أو ارتداء قمصان الأندية الكبرى كلاعب، لكنه دخل تاريخ الكرة المغربية من أوسع أبوابه كمدرب، بعد أن قاد منتخب المغرب للشباب لتحقيق أول لقب مونديالي في تاريخه، وأصبح ثاني منتخب إفريقي يحصل على كأس العالم تحت 20 عامًا، بعد الفوز على الأرجنتين 2-0 في البطولة النهائية المُقامة على أرض تشيلي.
وهبي، الذي نشأ في بلجيكا وبدأ حياته المهنية في مجال التعليم، قرر تغيير مسار حياته بالكامل وترك التدريس ليخوض تحديًا جديدًا في عالم التدريب، بداية مع نادي “ماكابي فوت”، قبل أن ينضم إلى الجهاز الفني لأندرلخت، أحد أكبر الأندية البلجيكية.
في عام 2003، التحق وهبي بمركز “نيربيدي” التابع لأندرلخت، حيث قضى 17 عامًا تنقل فيها بين مختلف الفئات السنية، من فرق تحت 9 سنوات وصولًا إلى تحت 21 سنة. خلال تلك الفترة، صنع وهبي جيلًا مميزًا من اللاعبين البلجيكيين، أبرزهم يوري تيليمانس، عدنان يانوزاي، ليندر ديندونكر، وشارلي موسوندا، كما قاد فريق الشباب لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا للشباب عام 2015، متفوقًا على فرق كبرى مثل برشلونة وبورتو.
لاحقًا، تمت ترقيته للعمل كمساعد للمدرب بسنيك هاسي مع الفريق الأول لأندرلخت، قبل أن يخوض تجربة قصيرة في السعودية عام 2020، حيث عمل مساعدًا ليانيك فيريرا في نادي الفتح، ليقرر بعدها العودة إلى المغرب.
في مارس 2022، تم تعيينه مدربًا للمنتخب المغربي تحت 20 عامًا، ورغم تعرضه لانتقادات بعد فشل التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2023، تمسك بمنصبه ونجح في قيادة الفريق لاحقًا لتحقيق إنجاز غير مسبوق في كأس العالم للشباب.
خلال البطولة، قدّم “أسود الأطلس” أداءً لافتًا، حيث تفوقوا على إسبانيا والبرازيل في دور المجموعات، ثم تجاوزوا عقبة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وفرنسا في الأدوار الإقصائية، قبل أن يحققوا الفوز في النهائي على الأرجنتين، أحد أبرز المنتخبات المرشحة.
وهكذا، أصبح وهبي رمزًا لمدرب بدأ من خارج دائرة النجومية، ونجح في كتابة تاريخ جديد للكرة المغربية، مدفوعًا بشغف التدريب وجرأة ترك المألوف بحثًا عن المجد.