جيف بيزوس يقترح مراكز بيانات في الفضاء لتقليل الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي

علمـ 24
في خطوة جريئة تهدف إلى الحد من التأثير البيئي المتصاعد لأنظمة الذكاء الاصطناعي، كشف الملياردير الأميركي جيف بيزوس عن خطة لنقل مراكز البيانات الضخمة إلى المدار الأرضي. وخلال مشاركته في أسبوع التكنولوجيا الإيطالي، أوضح بيزوس أن البنية التحتية الفضائية يمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة والمياه المرتبط بتشغيل الذكاء الاصطناعي على الأرض.
تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة طاقة هائلة وموارد مائية كبيرة لدعم البنية التحتية السحابية، التي تشمل معالجة الفيديو والنماذج اللغوية الكبيرة، مما أثار قلقًا بيئيًا واسعًا. وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، بلغ استهلاك مراكز البيانات العالمية للكهرباء 415 تيراوَاط ساعة في 2024، أي بزيادة 12٪ سنويًا منذ 2017، كما يستهلك القطاع حوالي 560 مليار لتر من المياه سنويًا لأغراض التبريد، مع توقع تضاعف هذه الأرقام بحلول 2030.
ويستند اقتراح بيزوس إلى مزايا البيئة المدارية الطبيعية، مثل توافر الطاقة الشمسية بشكل مستمر، ودرجات الحرارة المنخفضة، وغياب الظروف الجوية المزعجة، ما يجعل مراكز البيانات الفضائية أكثر كفاءة وقدرة على العمل المستمر. وقال بيزوس: “سيصبح الفضاء واحدًا من الأماكن التي تساعد الأرض”، مشيرًا إلى أن الأقمار الصناعية للطقس والاتصالات تقدم بالفعل دلائل على فوائد البنية التحتية الفضائية.
وقد بدأت الخطوات العملية نحو هذه الرؤية، إذ أطلقت شركة Lonestar Data Holdings في مارس مركز بيانات مصغرًا إلى القمر ضمن حمولة تجريبية باسم “Freedom”، باستخدام مسبار Athena وصاروخ SpaceX Falcon 9، لتقييم الأداء والمتانة في الظروف القمرية.
ومع أن نشر مراكز بيانات واسعة النطاق في الفضاء لا يزال هدفًا بعيد المدى، فإن خطة بيزوس تعكس تحولًا ملحوظًا في الصناعة، نحو حلول مبتكرة تقلل من التكاليف البيئية للذكاء الاصطناعي على كوكب الأرض.