هجوم جديد بطائرات مسيّرة يستهدف مطار الخرطوم وسط تصاعد التوتر العسكري

علمـ 24
اندلعت موجة جديدة من التصعيد في العاصمة السودانية الخرطوم بعدما استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مطار المدينة، فجر الأربعاء، في ثاني هجوم من نوعه خلال 48 ساعة، بحسب مصدر عسكري سوداني تحدث لوكالة “فرانس برس” شريطة عدم الكشف عن هويته.
وأوضح المصدر أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش تصدت للطائرات المهاجمة، مؤكدًا أن الضربات لم تسفر عن خسائر بشرية، في حين تتواصل التحقيقات لتقييم الأضرار المحتملة.
ويأتي هذا الهجوم في وقت كان من المنتظر فيه إعادة فتح المطار أمام الرحلات الداخلية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، ما يثير تساؤلات حول إمكانية استئناف النشاط الجوي بعد الضربات الأخيرة.
وشهدت الخرطوم صباح الثلاثاء أصوات انفجارات متتالية قرب المطار، بينما ظهر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لاحقًا في جولة تفقدية داخل المطار، مؤكدًا “عزم القوات المسلحة على إنهاء التمرد وعدم السماح بعودته مجددًا”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
من جانبها، نفت قوات الدعم السريع استهداف منشآت مدنية، مؤكدة في بيان أصدره دقلو أن هجماتها تقتصر على “الثكنات والمواقع العسكرية”، متوعدًا في الوقت ذاته بـ”اقتلاع السرطان” في إشارة إلى الجيش.
ورغم تراجع حدة المواجهات البرية داخل الخرطوم خلال الأشهر الأخيرة بعد استعادة الجيش بعض المناطق، فإن الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة ما زالت تتكرر، ما يعقّد جهود الحكومة لإعادة الخدمات ونقل المؤسسات من بورت سودان، العاصمة المؤقتة الواقعة على البحر الأحمر.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، عاد أكثر من مليون شخص إلى العاصمة خلال الأشهر العشرة الماضية رغم استمرار المعارك، فيما لا تزال مساحات واسعة من المدينة مدمّرة وتعاني انقطاعات متكررة للكهرباء نتيجة استهداف منشآت الطاقة.
وفي المقابل، تتركز أشد المعارك في إقليم دارفور، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، آخر المدن الكبرى في الإقليم الخارجة عن سيطرتها، وسط تحذيرات أممية من تفاقم العنف في ولايتي شمال وغرب دارفور، وكذلك في كردفان والنيل الأزرق.
وأكد الجيش السوداني، مساء الثلاثاء، اعتراض طائرات مسيّرة حاولت استهداف محطات للطاقة في مدينة الرصيرص بولاية النيل الأزرق.
ورغم الوساطات الدولية المتكررة، لم يُبدِ أي من الطرفين استعدادًا جديًا لتقديم تنازلات. فقد رفضت الحكومة المدعومة من الجيش الشهر الماضي مقترحًا للسلام تقدمت به الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، نصّ على استبعاد كل من الحكومة الحالية وقوات الدعم السريع من مرحلة الانتقال السياسي المقبلة، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وتمهيد الطريق لحكم مدني.
وأسفرت الحرب المستمرة منذ عامين تقريبًا عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، لتصبح السودان واحدة من أكبر بؤر الأزمات الإنسانية في العالم من حيث الجوع والنزوح.