اجتماع “الرباعية” في واشنطن للضغط على طرفي الصراع السوداني نحو هدنة إنسانية شاملة

علمـ 24
اجتمع اليوم، الجمعة، ممثلو كلٍّ من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر في العاصمة الأميركية واشنطن، في محاولة جديدة للدفع نحو هدنة توقف الحرب الدامية الدائرة في السودان منذ أكثر من عام ونصف.
ووفقًا لمصدر قريب من المفاوضات، فإن اللقاء يسعى إلى توحيد الضغط على طرفي النزاع — الجيش السوداني وقوات الدعم السريع — من أجل إقرار وقف شامل للأعمال القتالية يمتد لثلاثة أشهر، تمهيدًا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن ممثلي “الرباعية” سيعقدون اجتماعات منفصلة مع كل طرف من أطراف القتال، في محاولة لتقريب وجهات النظر وتفعيل التزام فعلي بوقف النار. وأضاف أن الغاية من هذا التحرك هي ضمان وصول الإغاثة الإنسانية للمناطق المنكوبة، وخلق أرضية لخطوات سياسية لاحقة تؤدي إلى انتقال نحو الحكم المدني.
وكانت الدول الأربع قد أصدرت بيانًا مشتركًا في أيلول/سبتمبر الماضي، دعت فيه إلى هدنة إنسانية تتبعها فترة تهدئة شاملة، يعقبها اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، ثم مرحلة انتقالية مدنية تستمر لتسعة أشهر.
ويعيش السودان منذ نيسان/أبريل 2023 على وقع حرب مدمّرة بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، ودفعت الأمم المتحدة إلى وصف الوضع الإنساني هناك بأنه من “الأسوأ عالميًا”.
ورغم تعدد الوساطات الدولية، فإن الطرفين المتحاربين لم يظهرا التزامًا فعليًا بجهود التهدئة، في ظل تبادل الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
وشهدت العاصمة الخرطوم خلال الأيام الأخيرة تصعيدًا جديدًا مع تجدد الهجمات بالطائرات المسيّرة التي استهدفت المطار ومواقع تابعة للجيش، في وقت دعت فيه وكالات الأمم المتحدة إلى “تحرك عاجل” لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وأبرزت الوكالات الأممية الوضع المأساوي في إقليم كردفان ودارفور غرب البلاد، حيث تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر منذ ثمانية عشر شهرًا، مما حرم أكثر من 260 ألف مدني — نصفهم من الأطفال — من الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وفي حال سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، فستصبح القوة المهيمنة على كامل إقليم دارفور ومعظم مناطق الجنوب، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على وسط وشرق وشمال السودان.



